بنهاية الشهر الحالي تواجه وكالة غوث وتشغيل لاجئي فلسطين (أونروا) عجزا ماليا سيعوق توفير خدماتها لنحو 5.4 مليون لاجئ، بما يهدد تعليم نصف مليون طفل وتقديم 8 ملايين زيارة طبية سنويا والإغاثة الطارئة لمليون وخمسمئة ألف شخص.
وفي مؤتمر إعلان التعهدات لدعم الأونروا، بمقر الأمم المتحدة، تحدث الأمين العام أنطونيو غوتيريش عن عمل الوكالة وأهميته.
"على مدار نحو سبعة عقود أوفت الأونروا بشكل فعال بولايتها لمساعدة لاجئي فلسطين إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل ودائم.
وأشار الأمين العام إلى الإصلاحات الكبرى وتدابير الحد من التكاليف التي قامت بها الأونروا لتقليص الإنفاق. وخلال السنوات الخمس الماضية تمكنت الوكالة من توفير 500 مليون دولار عبر هذه التدابير الداخلية. كما استطاعت تنويع قاعدة مانحيها.
شارك في المؤتمر إلى جانب الأمين العام، رئيسة الجمعية العامة والمفوض العام للأونروا والطالبان حنان أبو عصبة وحاتم حمدونة ممثلا برلمان طلاب الأونروا في غزة والضفة الغربية.
"تعليم الأونروا يمنحني الأمن والأمل"
حنان، البالغة من العمر 15 عاما، هي رئيسة برلمان الأونروا الطلابي على مستوى الضفة الغربية. تحدثت حنان عن تجارب تلاميذ الأونروا من لاجئي فلسطين في الأقاليم الخمسة التي تعمل بها الوكالة، الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وغزة.
وقالت عن تجربتها:
"أحيانا أستيقظ من نومي مرعوبة على أصوات طرقات عالية على بابنا، تطلب من أبي أن يفتح الباب من أجل تفتيش المنزل في منتصف الليل. أما بالنسبة لي ولأقراني، فإن حواجز التفتيش المذلة بكل ما للكمة من معنى تعد جزءا اعتياديا من حياتنا. لكن بمجرد دخولي إلى المدرسة، أنسى كل هذه الأمور لأن التعليم الذي تقدمه لنا الأونروا يمنحني الأمن والأمل. أعلم أنه المكان الذي سأحقق فيه أحلامي وطموحاتي، خاصة باعتباري فتاة، فأنا أؤمن بشدة بحقيقة أن هذا التعليم هو الأداة الوحيدة لدي من أجل مستقبل أفضل".
وقالت حنان إنها لا تدرس اللغة العربية والرياضيات والعلوم والفن فقط في مدارس الأونروا، ولكنها تتعلم أيضا الاحترام وحقوق الإنسان والديمقراطية والقيادة. وأشارت إلى أن الأونروا كانت توشك على عدم فتح مدارسها، التي يزيد عددها على 700، في العام الدراسي الماضي بسبب قلة الإمكانيات المالية. وقد تمكنت الوكالة بفضل حملة الكرامة لا تقدر بثمن التي حشدت دعما دوليا واسعا، بالإضافة إلى تدابير أخرى من فتح مدارسها وإكمال العام الدراسي.
وأعربت حنان عن الأمل في أن تتمكن الوكالة من فتح مدارسها في الوقت المحدد في العام الدراسي الجديد.
"بالنسبة لبعض أطفال العالم، فإن تأخير السنة الدراسية يعد أمرا رائعا لأنه يعني المزيد من العطلة، ولكن بالنسبة لنا نحن أطفال لاجئي فلسطين لا يمثل ذلك متعة، فالتعليم هو أهم شيء لدينا".