اتهمت ثلاث نساء السفير الأمريكي لدى الاتحاد الأوروبي، غوردون سوندلاند، بالتحرش بهن جنسيا.
وتعود الدعاوى، المنشورة في مجلة بورتلاند مانثلي وموقع بروبابليكا الإخباري، إلى الفترة التي سبقت تعيين سوندلاند سفيرا في هذا المنصب.
وكان سوندلاند في تلك الفترة التي تشير إليها الدعاوى مستثمرا في قطاع الفنادق في مدينتَي بورتلاند وسياتل في الشمال الغربي المطل على المحيط الهادئ.
وينكر سوندلاند دعاوى النساء الثلاث ويتهمهن باستهدافه بسبب دوره كشاهد في جلسات الكونغرس الخاصة بعزل الرئيس دونالد ترامب.
وقال سوندلاند في بيان: "هذه الأحاديث الكاذبة عن تحرُّش وقُبلات لم أرغب فيها هي مزاعم ملفقة، وأظنها منسّقة فيما بينها لأغراض سياسية".
قالت ثلاث نسوة إن سوندلاند انتقم منهن عمليا بعد أنْ رفضن الاستجابة لدعواته الجنسية - وذلك عبر التشهير بهن في أماكن عملهن، وعبر الرجوع عن استثمارات كان قد وعد بها، وسحْب عروض أعمال.
المرأة الأولى هي نيكول فوجل، وتقول إنها التقت سوندلاند للعشاء عام 2003 من أجل تأمين موارد مالية لمجلتها الجديدة.
وتمتلك فوجل مجلة بورتلاند مانثلي. وقالت المجلة إن فوجل لم تشترك في كتابة التقرير الخاص بـ سوندلاند، وأن التقرير خرج بالتعاون بين المجلة وموقع بروبابليكا الاستقصائي غير الربحي.
وقالت فوجل إن سوندلاند بعد أن تناولا العشاء اصطحبها إلى أحد فنادقه ودعاها إلى رؤية إحدى الغرف، وهناك طلب منها حضنا، لكنه عدل عن ذلك و"أمسك وجهي بين يديه وأخذ في تقبيلي".
وقالت فوجل إنها نحّتْ سوندلاند جانبا وغادرت الفندق، ثم في وقت لاحق تسلمتْ منه رسالة على البريد الإلكتروني يخبرها بتغيير شروط استثماراته.
المرأة الثانية هي، جانا سوليس، وقالت إنها التقت سوندلاند عام 2008 بينما كانت تبحث عن عمل كخبيرة أمانات في الفنادق.
وتشير سوليس إلى أن سوندلاند عندما عرض عليها الوظيفة كان يناديبها بـ "فتاتي الجديدة"، ويصفع مؤخرتها.
وتقول إن سوندلاند دعاها ذات مرة إلى بيته في بورتلاند لتقول رأيها في مقتنياته الفنية، قبل أن يتعرّى أمامها.
وفي مناسبة ثالثة، قالت سوليس إنه دعاها إلى منزله وهناك قبّلها رغمًا عنها.
أما المدّعية الثالثة فهي ناتالي سِت، والتي كانت تشتغل في مجال السياسة المحلية في بورتلاند لصالح أحد المرشحين الذي كان سوندلاند قد تبرّع له بالمال.
وبعد أن قام هذا المرشح بتعريفها على سوندلاند، قدّم لها الأخير دعوة إلى العشاء بحسب زعْمها للتحدث حول فُرَص للعمل.
وتقول ناتالي إن سوندلاند طلب منها حضنًا في نهاية السهرة، ثم رمى بنفسه عليها وحاول تقبيلها رغمًا عنها.
في المقابل، وصف سوندلاند ما نُشر عنه بـ "الصحافة المضللة العارية تماما من الصحة".
وقال بيان على موقعه على الإنترنت: "بالنظر إلى كل من توقيت ومصادر التقرير يبدو واضحا أنه يستهدف التأثير على إجراءات قضية عزل ترامب التي تدور أحداثها في الكونغرس ويقوم فيها السفير سوندلاند بدور الشاهد".
وقال سوندلاند في بيان منفصل: "هذه الأباطيل تتنافى وشخصيتي".
وادعى السفير أن فوجل "غاضبة لرفضي تمويل مجلتها التي تنشر الآن مزاعمها الغريبة".
وقال سوندلاند إنه يعتزم اتخاذ تدبير قانوني ضد جهتَي النشر.
جدير بالذكر أن سوندلاند كان قد تقدم بشهادة مهمة في جلسة بالكونغرس الأسبوع الماضي في محاولة لعزل ترامب، حيث قال سوندلاند إنه نفذ تعليمات ترامب للضغط على أوكرانيا من أجل التحقيق في قضية تتعلق بمنافسه الديمقراطي جو بايدن.
وتسعى التحقيقات إلى تحديد ما إذا كان ترامب قد حاول الضغط على أوكرانيا لتشويه سمعة منافسه الديمقراطي المحتمل في الانتخابات عام 2020.
وتصدّر سونلاند عناوين الصحف بعد أن غيّر شهادته فجأة أمام الكونغرس، وألمح إلى أن ترامب قد ارتكب جريمة كبيرة على الأرجح.
وكان سوندلاند شخصية غير معروفة حتى الإدلاء بتلك الشهادة.