قالت ممثلة الأمم المتحدة الأبرز في شؤون نزع السلاح إن "التراكم والنقل غير المشروع للأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة وإساءة استخدامها يواصلان تأجيج النزاعات المسلحة والجرائم وإدامتها وتفاقمها" في مناطق عديدة حول العالم، خصوصا في أفريقيا.
وأشارت إيزومي ناكاميتسو إلى أن هناك ما يقدر بمليار قطعة سلاح صغيرة في جميع أنحاء العالم تستخدم في أعمال عنف مميتة، سواء في ظروف الصراع أو غير الصراع، وأن ذلك منتشر في جميع المناطق من الأمريكتين، إلى أفريقيا، إلى جنوب أوروبا.
تدفقات الأسلحة إلى ليبيا، وإلى جنوب السودان
وضمن المناطق المتعرضة للتأثير الخطير لتدفقات الأسلحة غير المشروعة، والمرتبط منها بالتطرف العنيف خصَّت السيدة ناكاميتسو بالذكر "جميع أنحاء منطقة الساحل وأجزاء من وسط أفريقيا".
كما نقلت الممثلة السامية لشؤون نزع السلاح "قلق الأمم المتحدة إزاء استمرار تدفق الأسلحة، بما في ذلك عن طريق البحر، إلى ليبيا." وكان الممثل الخاص للأمم المتحدة في ليبيا غسان سلامة قد أدان، يوم الثلاثاء في جنيف، "الانتهاكات المستمرة لحظر الأسلحة في البلاد."
كذلك أشارت السيدة ناكاميتسو إلى التدفق المستمر للأسلحة والذخيرة التي تغذي الصراع في جنوب السودان، وتؤثر على أمن موظفي الأمم المتحدة وتعيق قدرتها على الوفاء بمتطلبات ولايتها لأجل إنفاذ عملية لحفظ السلام في البلاد.
وأكدت المسؤولة الأممية المعنية بشؤون نزع السلاح أنه "لا توجد دولة محصنة من التحديات التي تطرحها تدفقات الأسلحة غير المشروعة." وأضافت أن الأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة هي الأسلحة الأكثر استخداما "في النزاعات بين الدول، وفي الإرهاب وفي الجريمة المنظمة وحرب العصابات."
وحذرت إيزومي ناكاميتسو من أن العديد من أزمات الأمن الحالية والماضية التي عالجها مجلس الأمن – مثلما في جمهورية الكونغو الديمقراطية أو هايتي أو مالي – قد "تفاقمت جميعها بسبب توافر الأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة والذخيرة على نطاق واسع وتدفقها بلا ضوابط."
وقد غطت إحاطة الممثلة السامية لشؤون نزع السلاح أمام المجلس موضوعين لهما أهمية كبيرة في عمل مجلس الأمن الدولي وهما: دور الأسلحة الصغيرة غير المشروعة والأسلحة الخفيفة وذخائرها في الصراع والجريمة المتفشية؛ والأثر الشامل وواسع النطاق للتدفقات غير المشروعة للأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة.
واستنادا إلى آخر تقرير للأمين العام منذ عام 2019، قالت ناكاميتسو إن غالبية أعمال العنف، في حالات الصراع وما بعده، تتم بالأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة. وأضافت أن استخدام الأسلحة الصغيرة تسبب في حوالي 50% من جميع الوفيات العنيفة، في جميع أنحاء العالم، بين عامي 2010 و2015، وهذا يعني "أكثر من 200 ألف حالة وفاة كل عام."
وأوضحت الممثلة السامية أن "الأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة غير المشروعة وذخائرها تأتي من مصادر متنوعة: المخزونات التي تملكها الدولة بشكل سيئ الإدارة، أو تلك التي يتم الاستيلاء عليها في أرض المعركة، فضلا عن وجود فرص تحويل واسعة للأسلحة على طول سلسلة الإمداد من التصنيع وحتى الاستخدام النهائي."
الأسلحة الصغيرة تسهل مجموعات واسعة من انتهاكات حقوق الإنسان
وأعربت الممثلة السامية عن قلقها إزاء استخدام الأسلحة الصغيرة في ارتكاب مجموعة واسعة من الأعمال التي تشكل انتهاكات لحقوق الإنسان، بما في ذلك قتل وتشويه الأطفال والاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي والجنساني."
وجددت المسؤولة الأممية التأكيد على أن العنف المسلح المرتكب بهذه الأسلحة "يضعف الآليات القانونية والسلمية لتسوية النزاعات" وعلى أن الصراع المسلح المعاصر هو أيضا "المحرك الرئيسي للتشرد ولانعدام الأمن الغذائي ".
وقالت الممثلة السامية إن "الأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة غير المشروعة لها آثار متعددة على الأمن وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة والمساواة بين الجنسين ومنع النزاعات."