حذر تقرير عالمي تدعمه الأمم المتحدة اليوم من أن استخدام اليافعين والشباب للكحول والتبغ، غالبا ما يرتبط ارتباطا وثيقا بشروعهم لاحقا في استخدام المواد ذات التأثير النفساني، مثل الحشيش والكوكايين والأفيون.
التقرير السنوي للهيئة الدولية لمراقبة المخدرات لعام 2019 سلط الضوء على عدد من القضايا المثيرة للقلق، مثل ارتفاع ظاهرة تعاطي المخدرات ذات الأثر النفسي بين الشباب بشكل خاص. كما يستشهد التقرير بنتائج توصل إليها مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة توضح أن مخدرات نبتة القنب "هي أكثر المواد استخداما" بين الشباب والمراهقين.
ويقدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أنه في عام 2016 تأثَّر بتعاطي الحشيش والماريجوانا حوالي 13.8 مليون شاب تتراوح أعمارهم بين 15 و16 سنة (أي حوالي 5.6% من شباب العالم) مع تفاوت المعدلات حسب كل إقليم.
حسب التقرير الذي صدر اليوم الخميس 27 شباط/فبراير، فإن أعلى معدلات التعاطي والاستخدام كانت في أوروبا (13% من الشباب) تليها الأمريكتان (11.6%) ثم أوقيانوسيا (11.4%) وأفريقيا (6.6%)، ثم آسيا (2.7%). كما تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية لعام 2015 إلى أنه على الرغم من أن الوفيات في الفئة العمرية 15-29 عاما، لا تمثل، بكافة مسبباتها، سوى 4.8% من وفيات العالم، إلا أن 23.1% من هذه الوفيات تتسبب فيها "الاضطرابات المرتبطة بتعاطي المخدرات."
رئيس الهيئة الدولية المعنية بمراقبة المخدرات قال "من بين كل أنواع المخدرات صارت منتجات القنب تمثل المؤثر الأبرز على المراهقين والبالغين على حد سواء." وقال المسؤول الدولي إن الهيئة تولي اهتماما خاصا لهذا التطور، معبرا عن قلقه من الأوضاع في عدد قليل من البلدان التي سمحت "باستخدام المواد الخاضعة للرقابة، أي القنب، للاستخدام غير الطبي."
"علاقة وثيقة" بين استخدام الكحول والتبغ، وتعاطي القنب والأفيون والكوكايين
ويسلط التقرير الضوء على أن استخدام اليافعين للكحول والمخدرات يرتبط ارتباطا وثيقا بشروعهم لاحقا في استخدام المواد ذات التأثير النفساني، أو المخدرات. وحسب ذلك، فإن استخدام الكحول والتبغ يكون في كثير من الأحيان مستهلا وبداية لدخول الشباب والمراهقين في تعاطي المواد المخدرة الخاضعة للرقابة. وقد كشفت الدراسات المطولة، التي تتابع الأطفال حتى سن البلوغ، أن استخدامهم مبكرا للكحول والتبغ والقنب (خلال سن 16-19 سنة) يزيد من احتمال استخدامهم للمواد الأفيونية والكوكايين في وقت لاحق من حياتهم كبالغين.
الوقاية للشباب، وفرص العلاج
وفقا للمعايير الدولية للوقاية من تعاطي المخدرات الصادرة عن وكالات الأمم المتحدة، ينبغي أن تشمل برامج وقاية الأطفال والمراهقين عناصر أساسية، مثل التركيز على مهارات الأسرة والأبوة والأمومة وتشجيع المشاركة الإيجابية في حياة الأطفال.
كذلك تتضمن المعايير المناهج المدرسية لتطوير المهارات الشخصية والاجتماعية، بحيث يتم إعلام الشباب بشكل صحيح عن آثار المواد المخدرة وعن مقاومة التأثيرات المؤيدة إلى استخدامها. أيضا "إنفاذ صارم للوائح للحد من الوصول إلى العقاقير المرتبطة بالمخدرات، وتقليل الوصول إلى التبغ والكحول والقنب للأطفال والمراهقين.
توصيات للحكومات
كذلك يدعو التقرير السنوي الحكومات إلى إنشاء أنظمة بيانات "وبائية وطنية" ترصد الاتجاهات المتغيرة في تعاطي المخدرات ذات التأثير العقلي لدى الشباب، حتى تتمكن من تنفيذ خطط الوقاية المستندة إلى الأدلة والمعلومات الدقيقة.
ويحث التقرير الحكومات على الاستثمار في تطوير الخبرة المهنية في مجالات الوقاية من تعاطي المخدرات وعلاجه، مع التركيز على احتياجات الشباب، بما ذلك التدريب الوطني لأخصائي الوقاية والعلاج المشاركين في صنع القرار والتخطيط وتنفيذ البرنامج.
التقرير الكامل باللغة العربية، يتضمن توصيات أكثر تفصيلا يمكنكم الاطلاع عليها في موقع الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات.