هذا هو وقت الشاي. فقد تم الاحتفال لأول مرة أمس الخميس باليوم الدولي للشاي. إذ تحصل هذه النبتة، أخيرا، على اعتراف بتاريخها الطويل وأهميتها الاقتصادية لضمان استمرار فوائدها على البشر والثقافات والأجيال القادمة.
وفي حدثٍ افتراضي ضمّ أكثر البلدان المصدّرة للشاي والمستوردة في العالم، تم الاحتفال باليوم الدولي للشاي تحت شعار، "تسخير الفوائد للجميع، من الحقل إلى الكوب". وأفاد المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، شو دونيو، في تغريدة على حسابه على تويتر بأن الشاي، منذ قرون، جمع المجتمعات والثقافات والحضارات وأصبح مصدرا مهما للرزق لملايين المزارعين.
وتعود أصول الشاي إلى أكثر من 5 آلاف عام، ولا تزال مساهماته في الصحة والثقافة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية ذات صلة حتى عصرنا الحالي. وبحسب منظمة الأغذية والزراعة، يُزرع الشاي في أكثر من 35 دولة ويدعم أكثر من 13 مليون شخص، بما في ذلك صغار المزارعين المسؤولين عن 60% من الإنتاج العالمي.
تعود أصول الشاي إلى أكثر من 5000 عاما، ولكن مساهماته في الصحة والثقافة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية لا تزال ذات صلة إلى يومنا هذا.
وفي كلمته خلال الحدث الافتراضي للاحتفال بالشاي، قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، تيجاني محمد باندي، إن الدورة 74 للجمعية وضعت أولويات رئيسية من بينها القضاء على الفقر والجوع والعمل المناخي والاندماج، وأضاف: "إنه لأمر لا يصدق الاعتقاد بأن كوبا من الشاي يخدم جوهر هذه القضايا الأساسية في عصرنا".
وقد حددت الجمعية العامة يوم 21 أيّار/مايو يوما دوليا للشاي، للاحتفال بجميع مزارعي الشاي في العالم، إذ يُعد الشاي ثاني أكثر المشروبات استهلاكا بعد الماء، ويبلغ إنتاجه العالمي أكثر من 16.6 مليار دولار.
وقال تيجاني محمد باندي: "في هذا اليوم، يجب علينا تحفيز العمل الجماعي متعدد الأطراف لتنفيذ الأنشطة لصالح الإنتاج والاستهلاك المستدامين للشاي" داعيا جميع الدول المنتجة إلى أن تدمج أهداف التنمية المستدامة في استراتيجياتها الوطنية لتطوير الشاي وخاصة التركيز على العمل المناخي والقضاء على الفقر والجوع والمساواة بين الجنسين.
تحديات أمام زراعة الشاي
فوائد الشاي على الصحة كثيرة بسبب خصائصه المضادة للالتهابات والمضادة للأكسدة وآثار فقدان الوزن. ويزدهر الشاي في ظروف بيئية زراعية محددة للغاية وفي بيئات معينة غالبا ما تتأثر بسبب تغير المناخ.
ومن أجل ضمان الفوائد لكل من البشر والبيئة، تدعو منظمة الأغذية والزراعة إلى أن تكون سلسلة قيمة الشاي مستدامة في جميع المراحل، من الحقل إلى الكوب.
وقد تم إدراج أربعة مواقع لزراعة الشاي من قبل منظمة الأغذية والزراعة ضمن مواقع نظم التراث الزراعية ذات الأهمية العالمية، وهي مواقع تحافظ على الطبيعة والثقافة مع حماية سبل العيش والأنظمة الغذائية والتراث وضمان الأمن الغذائي.
الشاي في بعض الدول
ظلت الصين أكبر دولة منتجة للشاي حيث بلغت نسبة الإنتاج 43.2% من الإجمالي العالمي، بإنتاج قدره 2.6 مليون طن في عام 2018. وكانت ثاني أكبر مصدّر للشاي في عام 2018، كما أنها أكبر مستهلك للشاي حيث تمثل 40% من الاستهلاك العالمي.
لتقديرات الفريق الحكومي الدولي المعني بالشاي التابع لمنظمة الأغذية والزراعة، فإن الشاي هو ثاني أكبر جهة مشغّلة في الهند ويوفر فرصا لأكثر من 3.5 مليون شخص، والهند هي ثاني أكبر منتج للشاي وثاني أكبر مستهلك له (20% من الاستهلاك العالمي).
أما كينيا فهي أكبر مصدّر للشاي في العالم، حيث صدّرت 80% من الشاي المنتج في عام 2018 ويُعدّ إحدى الصناعات الزراعية الرئيسية في البلد، إذ يمنح المناخ الاستوائي والتربة البركانية الغنية في مناطق زراعة الشاي في كينيا هذا المشروب الحيوي لونه المتميز ونكهته العطرية!
يمكن شرب الشاي مع الحليب والسكر وإضافة بعض الزنجبيل وغيرها من النكهات. ومهما كانت طريقة شرب الشاي، يشير رئيس الجمعية العامة إلى أن "هناك القليل الذي لا يمكن حله في محادثة حول فنجان من الشاي". وتؤكد منظمة الأغذية والزراعة أن الشاي ليس مجرد مشروب عادي، فهو فن وتراث وحضارة ومصدر رزق للملايين.