والتصنيف الدولي للأمراض هو الأساس الذي يُستند إليه في الوقوف على الاتجاهات والإحصاءات العالمية، ويحتوي على نحو 000 55 رمز فريد للإصابات والأمراض وأسباب الوفاة. ويوفر التصنيف لغة مشتركة تتيح للمهنيين في مجال الصحة في شتى أنحاء العالم تبادل المعلومات الصحية.
ويقول الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إن "التصنيف الدولي للأمراض منتج تفخر به منظمة الصحة العالمية كل الفخر. فهو يمكّننا من فهم الكثير عن الأسباب التي تؤدي بالناس إلى المرض والوفاة، ومن العمل على وقايتهم من المعاناة وإنقاذ أرواحهم."
والمراجعة الحادية عشرة للتصنيف الدولي للأمراض التي استغرق إعدادها أكثر من عقد، تشمل تحسينات مهمة مقارنة بالنسخ السابقة، فقد أصبحت لأول مرة إلكترونية بالكامل وجاءت في شكل أسهل بكثير في الاستخدام. وقد شارك العاملون في الرعاية الصحية مشاركة غير مسبوقة في إنتاجها، بانضمامهم إلى الاجتماعات التعاونية المشتركة وتقديمهم للمقترحات بشأنها. وقد تلقى الفريق المعني بالتصنيف الدولي للأمراض في المقر الرئيسي للمنظمة أكثر من 000 10 اقتراح بشأن التنقيح.
وستُعرض المراجعة الحادية عشرة للتصنيف الدولي للأمراض على جمعية الصحة العالمية في أيار/ مايو 2019 كي تعتمدها الدول الأعضاء، وسيبدأ تطبيقها في 1 كانون الثاني/ يناير 2022. ويُعد هذا الإصدار عرضاً أولياً يسمح للبلدان بالتخطيط للطريقة التي ستستخدم بها النسخة الجديدة، وبإعداد الترجمات، وتدريب المهنيين الصحيين في جميع أنحاء البلاد.
ويُستخدم التصنيف الدولي للأمراض من قِبل شركات التأمين الصحي، حيث تتوقف التكاليف التي تُرد على الرموز الواردة في التصنيف؛ كما يُستخدم من قِبل مديري البرامج الصحية الوطنية وأخصائيي جمع البيانات وغيرهم من المعنيين بتتبع التقدم المُحرز في الصحة العالمية وتخصيص الموارد الصحية.
كما أن المراجعة الحادية عشرة للتصنيف الدولي للأمراض تُجسّد تقدم الطب وزيادة فهمنا للعلوم. ومثال على ذلك أن الرموز المتعلقة بمقاومة مضادات الميكروبات أصبحت أشد اتساقاً مع النظام العالمي لترصد مقاومة مضادات الميكروبات.
كما أصبح التصنيف أكثر قدرة على تسجيل البيانات المتعلقة بالسلامة في الرعاية الصحية، ما يعني أن الأحداث التي لا داع لها والتي قد تضر بالصحة - مثل مسارات العمل غير المأمونة في المستشفيات - يمكن تحديدها والحد منها.
وتحتوي النسخة الجديدة من التصنيف على فصول جديدة تشمل فصلاً عن الطب التقليدي (الشعبي)، فملايين الأشخاص حول العالم يستخدمون الطب التقليدي ومع ذلك لم يُصنف من قبل في هذا النظام. وهناك فصل آخر جديد عن الصحة الجنسية، يجمع معاً الحالات الصحية التي كانت قبل ذلك تُصنّف بطريقة أخرى (مثل عدم الاتساق الجنساني الذي كان مدرجاً ضمن الحالات المرضية النفسية) أو توصف بطريقة مختلفة. وأُضيف اضطراب اللعب إلى الفرع الخاص بالاضطرابات الإدمانية.
ويقول الدكتور روبرت جاكوب، رئيس فريق التصنيف والمصطلحات والمعايير في المنظمة إن "أحد المبادئ الرئيسية في هذه المراجعة يتمثل في تبسيط هيكل الترميز والأدوات الإلكترونية، وسيسمح ذلك للفنيين في مجال الرعاية الصحية بتسجيل الحالات المرضية على نحو أيسر وأكمل".
وتقول الدكتورة لُبنى الأنصاري، المدير العام المساعد لإدارة المقاييس والقياسات الصحية: "إن التصنيف الدولي للأمراض هو حجر الزاوية في المعلومات الصحية وسوف تقدم المراجعة الحادية عشرة للتصنيف الدولي للأمراض أحدث رؤية لأنماط المرض."
الموقع الإلكتروني للتصنيف الدولي للأمراض ( http://www.who.int/classifications/icd/en/ )