طالبت منظمات تنشط في الدفاع عن حقوق النساء رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان بالاعتذار عقب تصريح له أشار فيه إلى أن ضحايا عمليات الاغتصاب "قليلات احتشام". فقد اعتبر خان أنه "إذا أقلت المرأة في احتشامها فسيكون لذلك تأثير على الرجال إلا إذا كانوا روبوتات. إنه أمر بديهي". ورأت هذه المنظمات أن تصريحات خان "تبسيطية إلى حد خطر وتؤدي فقط إلى تعزيز الرأي العام السائد الذي يعتبر أن النساء هن ضحايا عن سابق إدراك وأن الرجال هم معتدون لا حول لهم".
ربط عمران خان، في مقابلة أجريت معه خلال البرنامج التلفزيوني "أكسيوس"، بين سلوكيات رجال وملابس نساء، في تصريحات اعتبرتها عشرات المنظمات غير الحكومية "تبسيطية إلى حد خطير"، وطالبته باعتذار.
ولدى سؤاله عن تفشي العنف الجنسي والاغتصاب في باكستان قال خان "إذا أقلت المرأة في احتشامها فسيكون لذلك تأثير على الرجال إلا إذا كانوا روبوتات. إنه أمر بديهي". ولم يوضح رئيس الوزراء الباكستاني ماهية الاحتشام الذي يعنيه في بلاد ترتدي الغالبية العظمى من نسائها ملابس تقليدية شديدة التستر.
ودعت أكثر من عشر منظمات تنشط في الدفاع عن حقوق النساء بينها اللجنة الباكستانية لحقوق الإنسان، وهي هيئة مستقلة، رئيس الوزراء الباكستاني إلى الاعتذار عن التصريحات التي أدلى بها.
ورأت هذه المنظمات أن تصريحات رئيس الوزراء "تبسيطية إلى حد خطر وتؤدي فقط إلى تعزيز الرأي العام السائد الذي يعتبر أن النساء هن ضحايا عن سابق إدراك وأن الرجال هم معتدون لا حول لهم".
وأعلن كرامات علي المسؤول في "المعهد الباكستاني للعمل والتربية والأبحاث" الموقّع على البيان أن تصريحات عمران خان "تتيح إفلات مرتكبي عمليات الاغتصاب واللواط والاعتداء من العقاب".
إلى ذلك، أعربت كنول أحمد العضو في منظمة تنشط في الدفاع عن حقوق النساء عن استيائها إزاء تصريحات خان التي اعتبرت أنها "صك كفالة" للمغتصبين.
وسبق أن أثار عمران خان الجدل في نيسان/أبريل حين أوجد رابطا بين عمليات الاغتصاب وقلة احتشام النساء. وهو أوضح لاحقا أن الإسلام فرض الحجاب على النساء للحؤول دون الإغراء.
وغالبا ما ينظر إلى ضحايا الاغتصاب بالتشكيك في باكستان حيث نادرا ما يتم التحقيق جديا في شكاوى التعرّض لاعتداء جنسي.
ويسود مفهوم "حماية الشرف" الذي يجسّد منهجية قمع النساء، في غالبية مناطق باكستان. لكن الاستياء يزداد إزاء طريقة التعامل مع الانتهاكات الجنسية.
وفي العام نظّمت احتجاجات حاشدة بعد اغتصاب امرأة أمام أعين أولادها على الطريق بعدما فرغ خزان سيارتها من الوقود. وحينها حمّلها مسؤول في الشرطة المسؤولية لقيادتها السيارة ليلا بمفردها.