أثار حادث اعتداء بالضرب على طبيبة في الأردن حفيظة رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين أدانوا الواقعة وطالبوا بمحاسبة المعتدي. ورغم أن الحادث ليس الأول من نوعه في الأردن الا أن التفاعل مع حادث الاعتداء على الطبيبة "روان سامي" كان لافتاً بالنظر الى حقيقة أن تلك الحوادث عادةً ما تطال أطباء ذكور. وكان شخص مرافق لأحد المرضى قد اعتدى عليها بلكمة في الأنف ما أسفر عن نزيف وكدمة اضطرتها للمكوث في المستشفى لتلقي العلاج.
وكانت الطبيبة روان قد كتبت منشوراً مؤثراً بشأن الواقعة على صفحتها على فيسبوك. ونال المنشور منذ نشره منتصف الليل وحتى لحظة اعداد هذا التقرير أكثر من 17 ألف اعجاب وتمت مشاركته أكثر من ثلاثة آلاف مرة فضلاً عن العدد الكبير من التعليقات التي طغى عليها التعاطف والتضامن.
وتحدثت الطبيبة روان في منشورها عن الطريق الشاق الذي قطعته حتى أصبحت "جراحة مقيمة" واختتمته بمناشدة للجهات الرسمية وفي مقدمتها الملك الأردني وعقيلته بالنظر في ما آل اليه حالها بعد كل ما عانته في مشوارها التعليمي والمهني.
وبخلاف زملائها وزميلاتها في المهنة، انتصر للطبيبة الشابة عدد من أبرز وجوه مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن ومنهم عمر زوربا الذي تحظى صفحته على فيسبوك بمتابعة كثيفة في الأردن وخارجها. ووبخ زوربا في منشوره المعتدي وطالب بحلٍ جدي قائلاً: "لازم يكون عن جد حل. مش كلمتين ورى المايك وتصوير".
ولاحقاً قام الطبيب جرَاح العظام أسامة العودات باجراء لقاء مع د. روان عبر خاصية البث المباشر على فيسبوك حيث طالب هو الآخر بايجاد حل لحوادث الاعتداء التي تطال الأطباء بشكلٍ متكرر في الأردن.
وتتكرر حوادث الاعتداء على الأطباء في الأردن بشكلٍ لافت ففي الشهر الماضي وحده تم الاعلان عن حالتين منفصلتين احداهما في مستشفى الرمثة والأخرى في في مستشفى الأميرة عالية حيث تم الاعتداء على طبيبين من قبل مرافقين غاضبين لمريضين.
وتشير احصاءات صادرة عن نقابة الأطباء بالأردن الى تسجيل 106 حالات اعتداء على أطباء منذ عام 2016 وحتى نهاية 2018 وقع معظمها في مستشفيات وزارة الصحة. كما تبرهن الأرقام الخاصة بالسنوات الماضية على أن الظاهرة في ازدياد مطرد حيث اقتصر العدد في عام 2010 على 63 حالة .
وقد أصدر نقيب الأطباء الأردنيين "علي العبوس" عقب حادثة الطبيبة "روان سامي" بياناً قال فيه انهسبق وأن تم وضع مقترح بتوفير حماية للمستشفيات والكوادر الطبية من الاعتداء وشمولها في الحق العام في حال حدوثها، ما يعني ضرورة محاسبة المعتدين قانونياً حتى وان تنازل المعتدى عليه عن حقه.
وأعرب النقيب عن خيبة أمله ازاء عدم الأخذ بالمقترحات ما جعل الحوادث تتكرر من وقتٍ لآخر. وأكد أنه سيشارك في الاجتماع الذي تردد أن الحكومة ستعقده فور عودة وزير الصحة من الخارج لبحث ظاهرة الاعتداء على الأطباء وذلك في حال تم توجيه دعوة للنقابة. كما أعلنت نقابة الأطباء عن تنظيم وقفة احتجاجية غداً الأحد قبالة مستشفى الأمير حمزة للتعبير عن رفض الظاهرة وضرورة التصدي لها.
اعتداءات متكررة
حوادث الاعتداء على الأطباء لا تقتصر على الأردن فقط فقد باتت تشكل ظاهرة في عدد من الدول العربية. وخلال الشهر الجاري مثلاً تم تداول أنباء بشأن حادث اعتداء على طبيب بمستشفى التأمين الصحي ببني سويف بمصر ما سبب له اصابات بالغة.
وفي الضفة الغربية قررت نقابة الأطباء الفلسطينيين قبل أيام اخلاء مستشفى جنين من الأطباء لحين توفير قوة حماية دائمة على مدار الساعة وذلك عقب الاعتداء على أحد الأطباء في المستشفى.
وفي الكويت برزت الشهر الماضي حادثة اعتداء أب وابنه على طبيب مصري خلال مزاولته لعمله.
وفي عام 2017 حذرت وزارة الصحة السعودية عبر حسابها على توتير من الاعتداء على العاملين في قطاع الصحة.