أشار تقرير أممي جديد إلى أن الحركة العالمية من أجل الحقوق الإنجابية التي انطلقت في الستينيات من القرن الماضي أحدثت تغييرا جذريا في حياة مئات الملايين من النساء، مما مكنهن من التحكم بأجسادهن ورسم مستقبلهن بأنفسهن. وذلك وفقا لتقرير حالة سكان العالم لعام 2019 الذي صدر اليوم الأربعاء عن صندوق الأمم المتحدة للسكان.
وعلى الرغم من المكاسب التي تحققت خلال الخمسين عاما الماضية، يقول التقرير، إن على العالم قطع شوط طويل قبل أن يتاح للجميع المطالبة بالحقوق والخيارات، مشيرا إلى أن الجهود المبذولة من قبل حركات الحقوق الإنجابية نجحت في خفض حالات الحمل العارض ووفيات الأمهات إلى حد كبير، كما مهدت الطريق نحو حياة أكثر صحة وإنتاجية لملايين لا تحصى من الناس.
ويتابع التقرير التطورات التي شهدتها الصحة الإنجابية بالتزامن مع الذكرى الخمسين لإنشاء صندوق الأمم المتحدة للسكان والذكرى السنوية الخامسة والعشرين لانعقاد المؤتمر الدولي للسكان والتنمية في القاهرة، مشددا على أن الحقوق الإنجابية ما زالت بعيدة المنال بالنسبة لكثير من النساء، بمن فيهن أكثر من 200 مليون امرأة يرغبن في منع الحمل لكنهن لا يحظين بسبل الحصول على المعلومات والخدمات الخاصة بوسائل منع الحمل الحديثة.
دكتورة ناتاليا كانم المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان تقول إنه وعلى الرغم من تزايد وفرة وسائل منع الحمل مع مرور السنوات، إلا أن مئات الملايين من النساء اليوم غير قادرات على الحصول عليها، ولا على الخيارات الإنجابية التي توفرها تلك الوسائل، مشيرة إلى أنه بدون توفير سبل الحصول عليها تفتقر النساء إلى القدرة على اتخاذ القرار بشأن أجسادهن، بما في ذلك القرار بالحمل أو عدمه وتوقيته.
وتضمن التقرير لأول مرّة بيانات حول قدرة النساء على اتخاذ القرارات في ثلاثة مجالات رئيسية: الاتصال الجنسي مع شركائهن، واستخدام وسائل منع الحمل، والرعاية الصحية. ففي البلدان التي تتوفَّر فيها تلك المعلومات، وعددها 51 بلدا، يشير التقرير إلى أن نسبة النساء المتزوجات أو المقترنات اللواتي يملكن القدرة على اتخاذ خياراتهن بأنفسهن في هذه المجالات الثلاثة كافةً لا تزيد عن 57%.
ومن أهم الحقائق والأرقام التي تضمنها التقرير:
- تظهر أعلى نسبة من الاحتياجات غير الملباة في مجال خدمات الصحة الجنسية والإنجابية في أوساط المجموعات المهمشة، بما فيها مجموعات الأقليات العرقية، وفئة الشباب، وغير المتزوجين، والأشخاص ذوو الإعاقات، وفقراء المناطق الريفية والحضرية.
- هناك ما يقدر بنحو 800 مليون امرأة على قيد الحياة اليوم قد تزوّجن وھُنَّ طفلات.
- كل يوم، تتوفى أكثر من 500 امرأة وفتاة خلال الحمل والولادة في البلدان التي تمرّ بحالات طوارئ.