على الرغم من أنّ الخرف يصيب المسنين بالدرجة الأولى، فإنّه ليس جزءاً طبيعياً من الشيخوخة. بل إنّ الخرف متلازمة تتخذ، عادة، طابعاً مزمناً أو تدريجياً، وهي تحدث بسبب مجموعة مختلفة من الأمراض الدماغية التي تطال الذاكرة والتفكير والسلوك والقدرة على القيام بالأنشطة اليومية.
هذا ما تؤكده منظمة الصحة العالمية في تقرير حديث، كشفت فيه حجم مشكلة الخرف على مستوى العالم، وبعض الحلول، فيما تظهر في تقريرها مجموعة حقائق مؤلمة، تتلخص في الآتي:
47.5 مليون نسمة يتعايشون مع الخرف
تشير التقديرات إلى أنّ عدد المتعايشين مع الخرف بلغ، في جميع أنحاء في عام 2010، 47.5 مليون نسمة. ويعيش 58% من هؤلاء في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل، ومن المتوقّع أن ترتفع تلك النسبة لتبلغ 71% بحلول عام 2050.
يتم تشخيص حالة جديدة من حالات الخرف في كل 4 ثوان
يبلغ العدد الإجمالي لحالات الخرف الجديدة التي تحدث في جميع أنحاء العالم كل عام 7.7 مليون حالة تقريباً، ممّا يعني حالة جديدة واحدة في كل 4 ثوان. ومن المتوقّع أن يزيد عدد المصابين بالخرف ليبلغ 75.6 مليون نسمة في عام 2030 و135.5 مليون نسمة في عام 2050.
أثر اقتصادي هائل؛ 604 مليارات دولار أمريكي في السنة
ستتسبّب تكاليف المرض الباهظة في تقويض قدرة النُظم الصحية على التصدي للزيادة المرتقبة في عدد الحالات في المستقبل. وتُقدر تلك التكاليف، حالياً، بنحو 604 مليارات دولار أمريكي في السنة ومن المتوقّع ارتفاعها بوتيرة أسرع من وتيرة انتشار المرض.
يعاني القائمون على رعاية المصابين بالخرف من إجهاد كبير
رعاية المصابين بالخرف من الأمور المجهدة بالنسبة للقائمين عليها. ويشمل ذلك الإجهاد ضغوطاً جسدية وعاطفية واقتصادية. وعليه يحتاج مقدمو تلك الرعاية إلى دعم من النُظم الصحية والاجتماعية والمالية والقانونية.
التشخيص المبكّر يسهم في تحسين نوعية حياة المصابين بالخرف وأسرهم
فيما يلي الأهداف الرئيسية المنشودة من رعاية المصابين بالخرف:
تشخيص الحالات في مراحل مبكّرة.
ضمان المستوى الأمثل من الصحة الجسدية والقدرة المعرفية والنشاط والعافية.
الكشف عن الأعراض السلوكية والنفسية وعلاجها.
توفير المعلومات والدعم الطويل الأجل للقائمين على رعاية المرضى.
كثيراً ما يعاني المصابون بالخرف وأسرهم من التمييز
كثيراً ما يُحرم المصابون بالخرف من الحقوق والحريات الأساسية التي يتمتع بها غيرهم. فمن الملاحظ، مثلاً، اللجوء بشكل مكثّف إلى مقيّدات جسدية وكيميائية في مرافق رعاية المسنين ومرافق الرعاية الحادة.
لا بدّ من التوعية والدعوة
لا بدّ من إذكاء الوعي بالخرف وتحسين فهمه على جميع مستويات المجتمع للحدّ من التمييز وتحسين نوعية حياة المصابين بالخرف والقائمين على رعايتهم.
يجب إجراء المزيد من البحوث وعمليات التقييم
يجب الاضطلاع بمزيد من البحوث من أجل استحداث علاجات جديدة وأكثر نجاعة وتحسين فهم أسباب الخرف. ومن الملاحظ أنّ البحوث التي تحدّد عوامل الخطر القابلة للتغيير لا تزال شحيحة.
الخرف من الأوليات الصحية العمومية
فيما يلي الإجراءات التي يمكن اتخاذها من أجل التصدي لهذه الأولوية الصحية المهمة:
العمل على تهيئة مجتمع متفهّم للخرف.
جعل الخرف من الأولويات الصحية العمومية والاجتماعية في كل مكان.
تحسين السلوكيات إزاء الخرف وتحسين فهمه.
الاستثمار في الصحة والنُظم الصحية بغية تحسين الرعاية والخدمات التي تُقدم إلى المصابين بالخرف وأسرهم.