أعلنت رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة ماريا فرناندا إسبينوزا أن المنظمة الدولية ستبدأ بنفسها ومقار مكاتبها للتأكيد على دعمها القوي للحملة العالمية للتخلص من العبوات البلاستيكية ذات الاستخدام المفرد، وذلك بالعمل على حظر استخدامها في كافة مكاتب ومباني وكالاتها حول العالم.
وقالت رئيسة الجمعية العامة إن هناك مبادرات قد تمت بالفعل في مكاتب الأمم المتحدة في نيروبي وجنيف للقضاء على الاستخدام المفرد للعبوات البلاستيكية، لكنها ستعمل عبر مكتبها على تعميمها على مقار المنظمة الأممية في العالم.
وكانت إسبينوزا تتحدث إلى الصحفيين، أمس، في نيويورك لتعلن برفقة غاستون براون رئيس وزراء دولة أنتيغوا وبربودا، إلى جانب نائبة الممثل الدائم للنرويج لدى الأمم المتحدة ماري إسكري، إطلاق الحملة العالمية ضد التلوث البلاستيكي.
وتُنظم هذه الحملة بالتعاون بين "مجموعة الأصدقاء" بقيادة دولة أنتيغوا وبربودا والنرويج ودول أعضاء أخرى، بالإضافة إلى برنامج الأمم المتحدة للبيئة وجهات فاعلة أخرى ذات صلة.
وذكَّرت رئيسة الجمعية العامة ببيانات وكالات الأمم المتحدة والأبحاث العالمية التي تشير إلى أن معظم البلاستيك المستهلك – لمرة واحدة – حول العالم ينتهي به المطاف في عمق المحيطات؛ "وهو ما يعادل من 8 إلى 12 مليون طن من البلاستيك. وتقدر الإحصاءات أنه بحلول العام 2050 ستكون كميات البلاستيك أكبر من كمية الأسماك في البحار،" حسبما ذكرت.
تحدث في المؤتمر الصحفي أيضا رئيس وزراء دولة أنتيغوا وبربودا غاستون براون مشددا على حرص بلده الكاريبي على لعب دور ريادي في العالم من خلال الحملة التي تهدف إلى زيادة الوعي بتأثير التلوث البلاستيكي على الصحة البشرية والبيئية.
وقال رئيس الوزراء إن بلاده قد حظرت الكثير من الاستخدامات الضارة للبلاستيك، وشجع كافة دول العالم على الاستفادة من خبرة بلاده ونموذجها في هذا المجال.
وضمت الممثلة النرويجية ماري إسكري صوت بلادها كداعم قوي لهذه الحملة، مؤكدة بالقول "نحن كدولة محيطية نفهم هذه المشكلة في النرويج، وندرك أن النفايات البلاستيكية تلوث محيطاتنا، وأن هذه مشكلة صحية للمحيطات وللإنسان أيضا."
وأكدت نائبة الممثل الدائم للنرويج أن هناك حلولا ممكنة لهذه المشكلة، مما يجعل النرويج نصيرا أساسيا للحملة العالمية التي تدعمها الأمم المتحدة.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للبيئة قد أعلنت "التغلب على التلوث البلاستيكي" موضوعا ليوم البيئة العالمي لعام 2018، داعية إلى الاتحاد معا "لمواجهة أحد أعظم التحديات البيئية في عصرنا،" وإلى "إحداث تغييرات في حياتنا اليومية للحد من العبء الثقيل للتلوث البلاستيكي" على الطبيعة والحياة البرية وصحة الإنسان.
وتقول المنظمة إن ما يقرب من ثلث العبوات البلاستيكية المستخدمة في العالم لا تتوفر أنظمة لجمع نفاياتها، الشيء الذي يتسبب في امتلاء شوارع المدن بالمواد البلاستيكية الملوثة للبيئة.
ووفق بيانات الأمم المتحدة، يُلقىَ سنويا في محيطات العالم بـ 13 مليون طن من المواد البلاستيكية التي تؤثر على الشعاب المرجانية وتهدد الحياة البرية والبحرية الضعيفة. وتشير أبحاث المنظمة المتخصصة في حماية البيئة إلى أن "المواد البلاستيكية الضارة قد يستمر بقاؤها في المياه لمدة تصل إلى ألف سنة قبل أن تتحلل تماما".