بدأت أمس في مدينة جنيف السويسرية أعمال القمة العالمية الثالثة للذكاء الصناعي للنظر في استحداث مشاريع، يمكن تنفيذها في الأجل القريب، تقوم على الذكاء الصناعي من أجل تحقيق الصالح العام.
وتهدف القمة التي تجمع أكثر من ألفي مشارك من أكثر من 120 بلدا إلى ضمان تطوير تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي على نحو موثوق وآمن وشامل والوصول العادل إلى منافع هذه التكنولوجيات.
ينظم القمة الاتحاد الدولي للاتصالات، وكالة الأمم المتحدة المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بالشراكة مع مؤسسة XPRIZE ورابطة أجهزة الحاسوب و37 وكالة أخرى تابعة للأمم المتحدة.
وتعد "القمة منصة الأمم المتحدة الرائدة للحوار بشأن الذكاء الصناعي. إذ يجري استخدام الذكاء الصناعي من أجل مكافحة الجوع أو التخفيف من حدة أزمة المناخ أو تيسير الانتقال إلى المدن الذكية المستدامة"، حسبما قال هولين جاو الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات.
وأشار هولين جاو إلى ما يثيره الذكاء الصناعي أيضا من أسئلة معقدة حول الخصوصية والثقة وطرح تحديات أخرى، مثل فقدان الوظائف والتحيز المحتمل في الخوارزميات والأسلحة ذاتية التشغيل. وعقب قائلا، "من الواضح أنه ليس بمقدور أي دولة أو منظمة أو شركة أو مجتمع التصدي لهذه التحديات بمفردهم. والطريق نحو ذكاء صناعي تحويلي ولكن آمن وموثوق وشامل سيتطلب تعاونا غير مسبوق بين الحكومات ودوائر الصناعة والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني".
وكانت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة XPRIZE أنوشه أنصاري، وهي عالمة فضاء أميركية من أصول إيرانية، قد رفضت الفكرة التي تقدمها أفلام الخيال العلمي عن الذكاء الصناعي وخروج الآلات والروبوتات عن سيطرة صانعيها، وقالت إن هذه الأفلام تغذي الخوف من الذكاء الصناعي.
وتحدثت الرئيسة التنفيذية عن أحد المشاريع التي تعمل عليها المؤسسة، ويضم عددا من التكنولوجيات الحديثة معا في آن واحد، من علوم الروبوتات والذكاء الصناعي والاستشعار بالبيئة المحيطة. ويهدف هذا المشروع الطموح إلى نقل وعي شخص ما إلى مكان لا يتواجد فيه هذا الشخص. وبالتالي يمكن لهذا الشخص أن يقوم بمهام، من خلال روبوت يسكن وعيه، كما لو كان هناك جسديا.
وقالت إن مشروع كهذا يمكن أن يكون له استخدامات متعددة، مثل الولوج إلى بيئات خطرة بالنسبة للإنسان.
ومن بين الأمور التي ستسلط قمة 2019 الضوء عليها، قيمة الذكاء الاصطناعي في النهوض بالتعليم والرعاية الصحية والرفاه والمساواة الاجتماعية والاقتصادية وبحوث الفضاء والتنقل الذكي والآمن.
وستكون إحدى الأولويات القصوى للقمة لعام 2019 اقتراح إجراءات للمساعدة في تحقيق حلول الذكاء الصناعي ذات الإمكانات العالية على الصعيد العالمي.
وكان عقد القمة الأولى للذكاء الصناعي عام 2017 بمثابة بدء حوار عالمي بشأن قدرة الذكاء الصناعي على أن يكون قوة من أجل تحقيق الصالح العام. وأفضت قمة 2018 الموجهة إلى العمل على 35 مشروعا من مشاريع "الذكاء الصناعي من أجل تحقيق الصالح العام"، بما فيها الفريق المتخصص بشأن "الذكاء الصناعي لأغراض الصحة"، الذي يقوده حاليا الاتحاد ومنظمة الصحة العالمية.
وستواصل قمة 2019 إتاحة التواصل بين مبتكري الذكاء الاصطناعي والجمهور وصانعي القرار من القطاعين العام والخاص وإقامة التعاون لتعظيم أثر "الذكاء الاصطناعي من أجل تحقيق الصالح العام".