.. the life is Nice ..
 

ماذا تعرف عن مدينة الرذيلة؟

 
بعد مرور نحو 2000 عام على انفجار البركان الذي أودى بحياة الآلاف في بومبي المعروفة تاريخياً باسم (مدينة الرذيلة)، بدأ مسؤولو المدينة بوضع خطة جديدة للإخلاء حال ثوران بركان فيزوف مرة أخرى.
وأثارت الخطط الجديدة التي وضعت عقب الزيادة الأخيرة في النشاط الزلزالي، مخاوف كبيرة حول احتمال حدوث ثوران قريب في المنطقة.
وقال بيترو أميتروانو، عمدة مدينة بومبي الإيطالية، إنه يجري محادثات مع سلطات الحماية المدنية في سردينيا، بشأن احتمال إجراء إجلاء محتمل، وفقا لصحيفة الغارديان.
واستطرد أميتروانو موضحا: "سنبدأ تعدادا تفصيليا لسكاننا أولا، ثم نناقش عملية الإخلاء لمواطنينا، على أمل أن لا يأتي هذا اليوم أبدا".
ويبلغ عدد سكان المنطقة المحيطة بـ فيزوف نحو 3 ملايين نسمة، ما يجعلها المنطقة البركانية الأكثر كثافة سكانية في العالم.
وفي الشهر الماضي، حذر فلافيو دوبران، أحد الخبراء البارزين في فيزوف، من أنه بدون خطة أمنية، فإن ثورانا بركانيا يمكن أن يقتل آلاف الأشخاص.
وقال الدكتور بيتي رولي، من جامعة بورتسموث: "فيزوف بركان نشط إلى حد ما. إنه مشهور بالثوران الذي قضى على بومبي وهركولانيوم، كما حدث نحو 50 انفجارا مشابها منذ ذلك الحين".
ويمكن أن تكون ثورة جبل فيزوف قبل ألفي عام، قد قتلت الناس من خلال تفجير رؤوسهم، وفقا لدراسة حديثة لمسوحات الجماجم القديمة. كما كانت المواد المتدفقة من البركان شديدة الحرارة، لدرجة أنها تسببت في تبخر دماء الناس، وكان ذلك تفسيراً لما ذكره المؤرخون الذين أكدوا أن ما حدث كان عقاباً لما تشهده المدينة من رذائل وبغاء.
وتفصيلاً تشير أحدث الأبحاث الأثرية بالقرب من جبل فيزوف، إلى أن ضحايا ثوران عام 79 ميلادي، ماتوا بسبب أعضائهم الداخلية المتبخرة والسوائل الجسدية التي أدت بدورها إلى انفجار جماجمهم.
وخلال ثوران البركان، كانت بومبي والمستوطنات الأخرى داخل دائرة نصف قطرها 20 كم من فيزوف مغطاة بالرماد البركاني، قبل أن يحطم تدفق الحمم البركانية التي تبلغ حرارتها بين 200 إلى 500 درجة مئوية، المستوطنات، والتي تشير سجلات التاريخ إلى أن سرعتها قد تراوحت بين 100 و300 كلم في الساعة.
وكتب الباحثون من مستشفى جامعة فيديريكو الثاني في إيطاليا في ورقتهم البحثية: "نعرض هنا لأول مرة أدلة تجريبية تقترح أن تبخرا سريعا لسوائل الجسم والأنسجة الرخوة لضحايا هركولانيوم عام 79 ميلادي، أدى إلى الوفاة بسبب التعرض للحرارة الشديدة".
وكانت مدن هركولانيوم وبومبي وستابيا، والتي تبعد 7 و10 و16 كلم عن فوهة البركان على التوالي، الأكثر تضررا من وقوع الكارثة.
وركز فريق البحث على رفات حوالي 300 شخص لجأوا إلى المباني الواقعة على الواجهة البحرية في هركولانيوم.
كما ركز الباحثون على الحفاظ على رواسب معدنية حمراء وسوداء كانت على العظام الموجودة في 12 غرفة على الواجهة البحرية بالقرب من المدينة الرومانية.
و تم العثور على المعادن نفسها في الرماد المأخوذ من تجاويف جماجم 103 هياكل عظمية تمت دراستها كجزء من البحث.
وكتب الباحثون أن الفحص الدقيق للهياكل العظمية للضحايا، كشف عن تكسير وتفجير في الجماجم، واسوداد اللوحتين الخارجية والداخلية بالجمجمة، المرتبط بالإفرازات السوداء في فتحات الجمجمة والعظام المكسورة".

شارك مع الاصدقاء