.. the life is Nice ..
 

أكثر لغات العالم العابرة للحدود

 
تشير اليونسكو إلى وجود لغات عديدة عابرة للحدود في جميع أرجاء العالم، تقرّب بين الناطقين بها وتتيح تحويل الحدود إلى جسور بدلا من أن تكون عوائق وحواجز.
وفي رسالة بمناسبة اليوم الدولي للغة الأم (21 شباط/فبراير)، ، قالت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، إن هذا اليوم مخصص لكل اللغات ويهدف إلى التذكير بقدرة اللغة الأم على توحيد الشعوب، ودعت إلى حماية كل اللغات، ولاسيّما لغات الشعوب الأصلية، ووصفت اللغة الأمّ بأنها وسيلة من وسائل حفظ التنوع والسلام.
وتؤكد اليونسكو أن اللغة السواحلية هي من أكثر اللغات العابرة للحدود ازدهارا وانتشارا إذ يتراوح عدد الناطقين بها بين 120 و150 مليون نسمة. وتُعد اللغة السواحلية مزيجا من عناصر لغوية مستمدة من اللغة العربية ومن اللغات المستخدمة في الشطر الجنوبي من القارة الأفريقية وفي القارة الأوروبية وشبه القارة الهندية.
والدول التي تُعتبر اللغة السواحلية فيها لغة وطنية أو رسمية هي تنزانيا، وكينيا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، كما أنها لغة مشتركة بين السكان في أوغندا وبوروندي ورواندا وشمال موزمبيق وجنوب الصومال، وبدرجة أقل في ملاوي وزامبيا وجنوب السودان. 
وتشير أزولاي إلى أن اللغات العابرة للحدود هي أيضا كنز من كنوز أميركا الجنوبية وصورة من صور التنوع الثقافي هناك، وتضم لغة الكيتشوا (لغة إمبراطورية الإنكا القديمة) التي تمخضت عن مجموعة من لغات الشعوب الأصلية التي يتراوح عدد الناطقين بها في الوقت الحاضر بين 8 إلى 10 ملايين نسمة من سكان الأرجنتين وبوليفيا وتشيلي وكولومبيا وإكوادور وبيرو.
وبحسب اليونسكو، فإن التنوع اللغوي يتعرّض بشكل متزايد إلى التهديد مع ازدياد اندثار اللغات. ووفق المعطيات، فإن 40% من سكان العالم لا يحصلون على التعليم بلغة يتحدثونها أو يفهمونها، رغم التقدم الملموس في إطار التعليم متعدد اللغات القائم على اللغة الأم.
وتشير المديرة العامة لليونسكو إلى أن الدراسات أثبتت أن التعليم بلغة أخرى غير اللغة الأم يعيق التعلّم ويؤدي إلى تفاقم الفجوات والفوارق، في حين يؤدي التعليم ثنائي اللغة أو متعدد اللغات القائم على التدريس باللغة الأم إلى تيسير وتعزيز التعلّم وبذلك تعزيز التفاهم والحوار بين الشعوب.
بمناسبة اليوم الدولي للغة الأم، أكد رئيس الجمعية العامة، تيجاني محمد باندي، على دور اللغات العابرة للحدود واللغات المشتركة في تعزيز التعددية المبنية على التفاهم والتسامح والحوار. وقال: "إن التعليم الجيد والشمولية هما بعض أولوياتي في الدورة 74 للجمعية العامة. والتعليم الجيد مهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. كما أن الشمولية تسلط الضوء على جوانب التنمية البشرية الأساسية من أجل تحقيق الوحدة والتعاون والتفاهم والشراكة."
وأضاف أن الاعتراف باللغات الأم وتعزيزها يمنح لغات الأقليات شعورا بالانتماء. وأضاف يقول: "مع تزايد الهجرة فإن تعزيز اللغة الأم يساعدنا على خلق تأثير ثقافي إيجابي وتحسين التنمية الاقتصادية." وأكد السيد تيجاني محمد باندي على الحاجة إلى إعادة "تكريس" تعاليم اللغة الأم والالتزام بها في المدارس من أجل معالجة قضية قمع الهويات الثقافية والتراث.
جاءت فكرة الاحتفاء باليوم الدولي للغة الأم بمبادرة من بنغلاديش. ووافق عليها المؤتمر العام لليونسكو ليبدأ الاحتفاء بهذا اليوم حول العالم منذ عام 2000. ويصادف تاريخ 21 شباط/ فبراير في بنغلاديش ذكرى نضال سكان بنغلاديش من أجل الاعتراف باللغة البنغالية.

شارك مع الاصدقاء