.. the life is Nice ..
 

ألف سنة من الغاز المسيل للدموع .. ماذا تعرف عنه؟

 
يعد الغاز المسيل للدموع أو الغاز المدمّع أو غاز Malotrinilode Chlorobenzylidene) )، من الوسائل القديمة المستخدمة في السيطرة على الاحتجاجات المدنية وفض التجمعات الاحتجاجية، وإنهاء أعمال الشغب. ويتكون من رذاذ الفلفل الأسود وثلاثة مواد كيميائية يرمز لها اختصارا بالحروف (CN) و(CR) و(CS). قامت بصنعه شركة بريطانية في خمسينيات القرن العشرين.
وترجع المصادر التاريخية استخدام الغاز المسيل للدموع إلى نحو ألف سنة خلت، وتشير إلى سبق الصينيين في هذا المجال بإفقاد أعدائهم الرؤية بقذفهم بالفلفل المطحون المغلف بأوراق قش الأرز.
تستخدم قوات الشرطة والقوات العسكرية في جميع أنحاء العالم الغاز المسيل للدموع، لأغراض تفريق الحشود ومكافحة أعمال الشغب بطريقة فعالة من خلال إحداث حالة عدم الراحة الفسيولوجية المؤقتة.
وتفصيلاً يطلق مصطلح " الغاز_المسيل_للدموع" بشكل عام على عدد من العناصر المستخدمة في عمليات مكافحة_الشغب، منها على سبيل المثال (CN) chloroacetophenone، وهو عنصر رئيسي في الرذاذ الكيميائى الصادر عن القنابل المسيلة للدموع، وهو عبارة عن تابل مستخرج من قشرة جوزة الطيب. ويشار بشكل جماعي لعدد من المواد الكيميائية، باعتبارها مواد مسببة لإنهمار الدموع، ولكن يأتي على رأس القائمة مسحوق orthochlorobenzalmalononitrile ، والذي يعرف اختصارا بـCS أوC10H5ClN2، وهو مسحوق بلوري ذو رائحة نفاذة تشبه رائحة الفلفل.
تم تحضير مسحوق CS كيميائيا لأول مرة فى أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، وأثبت فعالية كبيرة كوسيلة تفريق للحشود ومثيري الشغب. وفي غضون بضع سنوات، حل محل الـCN، الأقل قوة، ليصبح المكون الرئيسي لمحتويات قنابل الغاز المسيل للدموع. ولا يزال CS هو الأكثر انتشارا على مستوى العالم حتى يومنا هذا. يحتاج CS لكونه مسحوقا صلبا إلى مادة مساعدة على التحول إلى غاز مثل مادة methylene chloride، التي تحمل ذرات CS في الهواء. وتحتوي قنبلة الغاز المسيل للدموع التقليدية على مجموعة من المواد الكيميائية الإضافية التي تولد حرارة عند إطلاق القنبلة فتساعد تفاعلاتها على تحول مسحوقCS إلى حالة غازية يحملها ميثيلين كلورايد في هيئة سحابة دخان تطير في الهواء. وتستخدم قوات مكافحة الشغب وقوات الجيش وسائل متنوعة لإطلاق الغاز المسيل للدموع بداية من القنابل اليدوية، مرورا بمدافع الهاون، التي تطلق قذائف مسيلة للدموع، وطائرات ومركبات تقوم برش سحب من الغاز المسيل للدموع ووصولا إلى عبوات بخاخة يدوية والهراوات، التي تنبعث منها هذه الغازات.
وفي الواقع، إن التعرض للغاز الناتج عن إطلاق قنبلة غاز تحتوي على مادة CS يمكن أن يسبب طفحا جلديا بل حروقا_كيميائية في حالة التعرض المباشر لكم كبير من الغاز أو التعرض لفترة طويلة له. وفي الأحوال العادية، فإن ملامسة الغاز المنتشر في الجو نتيجة إطلاق قنبلة_غاز مسيل للدموع، تسبب شعورا فوريا بحرقان شديد عند ملامسة الجلد. وتكون الحال أسوأ إذا لامس غاز CS العين البشرية، فعندئذ ترسل الأعصاب الحسية إشارة إلى جذع المخ، والذي بدوره يرسل الهرمونات لتمزق الغدد في الجفون. وتضخ الغدد غسول مالح من البروتين والماء والمخاط والزيت للمساعدة في تخليص العيون الحساسة من المهيج CS في أسرع وقت ممكن.
ولكن آثار التعرض للغاز لا تتوقف بالضرورة عند الجهاز المناعي للعين. فما إن يستنشق المصاب غاز CS، تبدأ سلسلة من آليات دفاعية مماثلة في الأنف والجهاز التنفسي، وبالتالي يحدث تدفق للمخاط و السعال المتواصل، وكل ذلك في محاولة لتخليص الجسم من سبب التهيج الشديد، وربما يحدث الغثيان والقيء في بعض الأحيان.

شارك مع الاصدقاء