.. the life is Nice ..
 

العراق.. 80 % من الأطفال يعيشون العنف في المنزل أو المدرسة

 
"لا يزال هناك اعتقاد سائد في المجتمع العراقي بأن الضرب هو الوسيلة الأفضل لتعليم الطفل الدراسة وأن يكون مطيعياً"
هذا ما تقوله زينة عوض ، المتحدثة الإعلامية ليونيسف العراق، في حوار أجراه معها الكاتب الصحفي نبيل الميداني من مركز أنباء الأمم المتحدة، حول الدراسة التفصيلية التي أجرتها اليونيسيف عن أوضاع التعليم في العراق، حيث أفادت الدراسة الشاملة بأن حوالي 90 بالمئة من الأطفال في سن الدراسة الابتدائية ملتحقون بالتعليم الابتدائي، ولا يتمكن سوى نصفهم من الأسر الفقيرة من إكمال تلك المرحلة. كما أن ربع هؤلاء الأطفال فقط يكملون دراستهم الثانوية.
وفي الحوار أوضحت زينة عوض المزيد من هذه الدراسة وقالت: : عملنا على هذه الدراسة منذ عام حيث قمنا وبالتعاون مع الحكومة العراقية بإجراء مسح شمل جميع المحافظات العراقية ضم أكثر من عشرين ألف منزل تمت زيارتها وسؤال الأمهات بالتحديد عن موضوع التعليم والعنف والصحة والتغذية. كانت الفكرة هي الحصول على معلومات دقيقة عن وضع الطفل العراقي. كان من الواجب إجراء المسح من قبل، حيث تم آخر مسح عام 2011 وكان من المتوجب إجراؤه كل أربع سنوات إلا أننا لم نتمكن بسبب عدم استقرار الوضع في العراق من إجراء المسح في الوقت المناسب. وهذا المسح هو الأول الذي يتم بهذه الشمولية خلال السبع سنوات الماضية.
وتستكمل زينة عوض: أهم مؤشرات الدراسة هي موضوع اللامساواة بين الأطفال في العراق وبشكل خاص أطفال العائلات الفقيرة، كما لاحظنا أن أوضاع الأطفال أكثر سوءا في المحافظات الأفقر والمحافظات التي خرجت مؤخرا من الحرب مثل محافظات نينوى والأنبار وبعض المحافظات في الجنوب. وقد لاحظنا ذلك في التعليم والصحة والتنمية وبجميع الأدلة التي كنا نعمل عليها.
ما وجدناه في الدراسة هو أن أكثر من 80 % من الأطفال في العراق يعيشون العنف سواء في المنزل أو في المدرسة، حتى إنه يمكن القول إن الحرب قد انتهت إلا أن العنف ضد الأطفال لم ينته. وهناك أسباب كثيرة للعنف ضد الأطفال فالوضع لم يستقر بعد. كما أن الاعتقاد السائد في المجتمع بأن الضرب هو الوسيلة الأفضل لتعليم الطفل الدراسة وأن يكون مطيعا وهو فكر متجذر هنا في العراق والمنطقة عامة وهذا ما يساهم في موضوع العنف ضد الطفل وكذلك ما واجهه المجتمع العراقي من تجربة كانت صعبة خلال السنوات الأخيرة سواء بسبب الحروب أو عدم الاستقرار، وكل ذلك كان سببا في زيادة نسبة العنف ضد الطفل.
وتقول: لسوء الحظ أن هذا الاعتقاد سائدا في المدارس وقد قمنا بإنتاج فيلم قصير قال فيه أحد الأطفال إنه كان لديه معلم لم يكن أحد من الطلاب يحب حضور فصله كونه يضرب الطلاب. فهذا الشيء طبيعي هنا عندما نقول إن 80 % من الأطفال واجهوا تجربة عنف سواء في البيت أو المدرسة فهذا شيء مهم جدا ويجب علينا أن نعمل على مواجهة هذه الظاهرة بشكل أكبر.
وتؤكد زينة عوض: التعليم مهم جداً لكل طفل في العالم وبشكل خاص في بلد مثل العراق ليتجاوزوا ما مروا فيه، فالتعليم هو الطريقة الوحيدة لبناء مستقبلهم. وما أظهرته الدراسة أن أكثر من 90 % من الأطفال يذهبون إلى المدرسة الابتدائية. وهذا شيء مهم نظرا للتجربة التي مر بها العراق وهناك نسبة 90 % من الأطفال يذهبون إلى المدرسة فهذا يعتبر إنجازا مهما، إلا أن الصعوبة تكمن في إبقاء الأطفال داخل المدرسة. فمع أن نسبة 90 % من الأطفال يذهبون إلى المدارس الابتدائية إلا أن نصف الأطفال من العوائل الفقيرة يبقون في المدرسة الابتدائية، وعندما ينتقلون إلى المرحلة الإعدادية والثانوية، فإن ربعهم فقط ينهي التعليم الثانوي. فالأطفال يذهبون إلى المدرسة إلا أنه من الصعب عليهم البقاء فيها وخاصة الأطفال الفقراء وهذه نقطة مهمة جدا ونقوم بمناقشتها في منظمة اليونيسف. الفقر هو الذي يخلق هذا الوضع للأطفال الصبية الذين يضطرون إلى ترك المدرسة والذهاب للعمل، وكذلك البنات يضطررن إلى الزواج مبكرا، إضافة إلى موضوع البنية التحتية، حيث لا توجد مدارس كافية في العراق، وقالت الحكومة إنه من الواجب بناء سبعة آلاف مدرسة على الأقل لكي تتسع الأطفال.
وتختتم زينة عوض حديثها: ستأخذ يونيسف العراق جميع نتائج هذه الدراسة ونستخدمها لكي نركز إدارة برمجة عملنا في العراق بطريقة أفضل فمثلا العمل على إبقاء الأطفال في المدارس وموضوع اللقاح حيث إن 4 من كل عشرة أطفال يأخذون التطعيمات الضرورية، فسنأخذ جميع النواتج ونستخدمها في البرنامج القطري لفترة الأربع سنوات القادمة ونركز عملنا على الاحتياجات الأكثر إلحاحا لأطفال العراق.

شارك مع الاصدقاء