.. the life is Nice ..
 

على خطى أينشتاين.. قائمة أفضل التخصصات الجامعية

 
يبدو أن الطلاب الدوليين يسيرون على خطى ألبرت أينشتاين الشهيرة، عندما يتعلق الأمر باختيار برنامج دراسي في سويسرا. ففي عام 1900 تخرج الفائز لاحقاً بجائزة نوبل والمولود في ألمانيا، من معهد بوليتكنيك في زيورخ -الذي أصبح اليوم يُعرَف بالمعهد التقني الفدرالي العالي بزيورخ (ETHZ)، بعد أن حصل على دبلوم في الرياضيات والعلوم الطبيعية.
واليوم، ووفقاً لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، ما زال الطلاب الدوليون يفضلون اختيار دراسة العلوم الطبيعية والرياضيات والإحصاءات على المجالات الأخرى، وذلك بمعدل ثلاثة أضعاف معدل الطلاب المحليين.
في سويسرا، يحتل المعهد التقني الفدرالي العالي بزيورخ ETHZ والمعهد التقني الفدرالي العالي في لوزان   EPFL مكانة بارزة وثابتة بين أفضل الجامعات حول العالم، في الرياضيات والفيزياء والكيمياء وعلوم الكمبيوتر. ويمثل الطلاب الدوليون أكثر من ثلث الطلاب في ETHZ وحوالي نصف عدد الطلاب في EPFL.
ولكن، في حين أن أينشتاين كان مشغولاً آنذاك في كلية الفنون التطبيقية (البوليتكنيك) بالنظريات في المجالات الكهرومغناطيسية، فإن مجالات مثل التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي تزداد اليوم رواجاً، بحسب ما أخبر به مؤخراً مسؤول رفيع المستوى في (EPFL) قناة الإذاعة والتلفزيون العمومية الناطقة بالفرنسية RTS.
وتقدم المملكة المتحدة الكثير من الخيارات الأخرى. فمؤسسات التعليم العالي البريطانية التي تضم بعض أقدم الجامعات في العالم، مازالت تصدر بعض النصوص الأكاديمية الأكثر شهرة في العالم، والتي تأتي في طليعة الأبحاث المتعلّقة تقريباً بكل مواضيع الدراسة أو الاختصاصات.
وفي مستوى الدراسات العليا، يصبح التخصص في المواد الدراسية ضرورياً ومركزياً أكثر فأكثر، لتطوير الحياة المهنية أو الأكاديمية. إن قرار اختيار الجامعة التي ترغب في الالتحاق بها غالباً ما يعتمد على الطابع الدقيق لدراستك والنهج الخاص الذي ترغب في اتباعه. لذا يُنصح بالبحث في برامج الدراسات العليا المختلفة المقترحة لمعرفة ما يتوافق منها مع اهتماماتك الشخصية وخططك المستقبلية.
وكما هو الحال في معظم البلدان الأخرى، فإن أغلب الجامعات البريطانية غير متخصصة في مجال معيّن، على غرار كلية لندن للاقتصاد والعلوم الاجتماعية (LSE) أو الكلية الإمبريالية للعلوم والتكنولوجيا والطب، وهي جامعة تتخذ من لندن مقرّاً لها وتركّز على العلوم. وعوضاً عن ذلك، تقدم الجامعات البريطانية دورات تعليمية في معظم المواد الدراسية. أما أفضل ما تتميّز به هذه الجامعات فهو ما توفّره من مستوى عالي الجودة في جميع التخصصات.
وتستقبل المملكة المتحدة كل عام، 135000 طالب دراسات عليا من غير الأوروبيين، يتابع حوالي الثلث منهم دراسة ريادة الأعمال والإدارة. وتشمل مجالات الدراسة الرائجة الأخرى، الهندسة والتكنولوجيا (12%)، والعلوم الاجتماعية (10%)، وعلوم الكمبيوتر (5%)، والقانون (4%). (هذه الأرقام مأخوذة من وكالة إحصائيات التعليم العالي HESA في 2016 /2017).
وفي الولايات المتحدة، كما هو الحال في المملكة المتحدة، غالباً ما تحتل مؤسسات التعليم العالي مكانة عالية في التصنيفات الدولية، لكن الطلاب الدوليين لديهم اختيارات واضحة في مجالات الدراسة. فوفقًا لتقرير الأبواب المفتوحة لعام 2017 ، نجد أن الهندسة، والأعمال التجارية وإدارة الأعمال، والرياضيات وعلوم الكمبيوتر، من أهم ثلاثة مجالات دراسية يمثل الطلاب الدوليون القادمون إلى الولايات المتحدة فيها على التوالي 21.4%، و18.6%، و15.5% .
وكما ذكرنا سابقاً في سلسلة المقارنة هذه، فإن معظم هؤلاء الطلاب هم من الصين والهند، وهناك أولويات دراسية واضحة لكل مجموعة من الطلاب. فمعظم الطلاب الصينيين (23.1 %) يدرسون الأعمال التجارية، و18.7 % يدرسون الهندسة. أما معظم الطلاب الهنود (36.2 %) فيدرسون الهندسة، وتأتي دراسة علوم الكمبيوتر في المرتبة الثانية مباشرة (35.4%).
مع أن المعهدين السويسريين الفدراليين قد يقومان في كثير من الأحيان بسرقة الأضواء في سويسرا، إلا أن الجامعات العشر الأخرى في بلد جبال الألب، تستفيد على غرارهما من التمويل العام وتركّز بشكل كبير على التعليم القائم على الأبحاث. ولذلك، فمن الطبيعي أن تكون الكليات الأخرى هي أيضاً، جيدة المستوى في العلوم الطبيعية وعلوم الحياة. فجامعة جنيف، التي تُقدّر أن ما يقرب من 40 % من طلابها الخرّيجين هم من الأجانب، وردت من بين أفضل 50 مدرسة للرياضيات على المستوى العالمي. وبشكل عام، يشكل عدد الأجانب أكثر بقليل من نصف عدد المسجلين في العلوم في المؤسسة الناطقة بالفرنسية. كما وردت جامعة برن ضمن أفضل 150 جامعة في مجال الفيزياء وكذلك في مجال الطب.
لكن إلى جانب العلوم، هناك نقاط قوة أخرى تميّز الجامعات السويسرية. ففي جنيف، تستحوذ دراسة اللاهوت على مستوى البكالوريوس (40 %)، والترجمة على مستوى الماجستير (60 %)، على أعلى نسبة من الطلاب الدوليين. ومن بين المواد الأخرى التي تجذب نسبة كبيرة من الطلاب غير السويسريين للدراسات العليا، تجارة السلع الأساسية والصحة العالمية، بحسب ما أفاد به مكتب الإحصاءات بالجامعة لوكالة الأنباء السويسرية.
وفي جامعة زيورخ، التي وردت من بين أفضل 100 جامعة في التصنيفات الأخيرة للتعليم العالي حسب التايمز، يشكل الطلاب غير السويسريين نسبة كبيرة من الطلاب المسجلين في فروع الاقتصاد والدراسات البيطرية على مستوى الدكتوراه. أما في سويسرا الناطقة بالإيطالية، فإن الكليات الأكثر شعبية بين الطلاب الدوليين (العديد منهم قدموا من إيطاليا المجاورة)، والذين يفوق عددهم بكثير عدد الطلاب المحليين في جامعة ديلا سفيزيرا إيتاليانا (USI)، هي الكليات التي تشمل فروع الهندسة المعمارية والاتصالات والاقتصاد.
وفي المملكة المتحدة، تظهر نظرة سريعة على لتصنيف الجامعات وقائمة تصنيف الجامعات العالمية THE World University Rankings ، تصدّر الجامعات المعتادة لجداول التصنيفات. ففي عام 2018، كانت أفضل الجامعات في دراسة فروع الهندسة والتكنولوجيا هي جامعات أوكسفورد وكامبريدج وإمبريال وإدنبرة وكلية لندن الجامعية UCL. أما بالنسبة لعلوم الكمبيوتر، فقد تصدّرت نفس المؤسسات قائمة التصنيفات ولكن بترتيب مختلف. وبالنسبة للعلوم الاجتماعية، جاءت التصنيفات مختلفة بشكل طفيف: أكسفورد وكامبريدج وكلية لندن للاقتصاد LSE وكلية لندن الجامعية UCL وكلية الملك في لندن KCL.
وتُعرف هذه الجامعات بكونها جامعات تنافسية وبأنه من الصّعب الالتحاق بها، وهي لا تصف بشكل وافٍ الجانب الأكبر من تجربة الطلاب الدوليين.
فعلى سبيل المثال، تتصدر كلية لندن الجامعية UCL وجامعات ليفربول ومانشستر وكوفنتري وإمبريال، قائمة المؤسسات الأكثر طلباً لدراسة علوم الكمبيوتر. أما لدراسة التجارة وإدارة الأعمال، فقد تكون أفضل الجامعات في المملكة المتحدة، هي جامعات كامبريدج وأكسفورد وكلية لندن للاقتصاد LSE. ولكن التخصصات الأكثر جاذبية هي في كوفنتري وكارديف متروبوليتان وبرونيل.
وقد لا تعكس هذه القائمة البديلة التصنيفات، ولكنها تشير إلى رواج واستحسان كبيرين لجامعات أخرى في بريطانيا.
وفي الولايات المتحدة، يرتاد معظم الطلاب الجامعات التي تمنح شهادات الدكتوراه بمستويات عالية من النشاط البحثي، لكن قائمة أفضل المؤسسات التي تستضيف طلاباً دوليين هي قائمة متنوعة في أسلوبها وجغرافيتها، فالجامعات في نيويورك ولوس أنجلوس وبوسطن وتيمبيه (بالقرب من مدينة فونيكس)، ترِد من بين أفضل خمسة مواقع جغرافية للدراسة.
وتبدو هذه المواقع منطقية عند النظر أيضاً إلى المؤسسات التي تتصدر المجالات الدراسية. فكلية الهندسة MIT التي تتصدر أعلى المراكز، تقع بالقرب من بوسطن على سبيل المثال، بينما تقع كليات أخرى، مثل جامعة ستانفورد وجامعة كاليفورنيا في بيركلي، على مقربة من وادي السيليكون - مركز البحث والابتكار في علوم الكمبيوتر. وتوجد البرامج التعليمية التي تحتل المراكز الأولى في مجال ريادة الأعمال، في جامعة هارفارد - بوسطن مرة أخرى، وأيضاً في جامعة شيكاغو وجامعة بنسلفانيا.
مع وجود نظام جامعي كبير ورائج كما هو الحال في الولايات المتحدة، لربما يجد الطلاب الدوليون أنفسهم غارقين في كثرة الخيارات المتاحة، ولكنهم في الوقت نفسه، يحظون بفرصة الاختيار مع ما يتناسب وتكلفة التعليم والسكن والموقع الجغرافي والاختصاص في الجامعات ذات المستوى العالمي، في أي مجال من مجالات المعرفة تقريباً.

 


شارك مع الاصدقاء